للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا" الحديث، وفي حديث آخر أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لمعاذ وأبي موسى الأشعري: "يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا" وفي حديا أنس أيضًا: "يسروا ولا تعسروا وسكنوا ولا تنفروا" أي لا تخيفوهم بما يحملهم على النفار قاله صاحب المغيث (١).

قال النووي (٢): وإنما جمع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- في ألفاظ هذا الحديث بين الشيء وضده لأنه قد يفعلهما في وقتين فلو اقتصر على يسروا لصدق ذلك على من يسر مرة أو مرات وعسر في معظم الحالات، فإذا قال: "ولا تعسروا" انتفى التعسير في جميع الأحوال من جميع وجوهه وهذا هو المطلوب وكذا يقال في: "بشروا ولا تنفروا وتطواعا ولا تختلفا" لأنها قد يتطاوعان في وقت ويختلفان في وقت وقد يتطاوعان في شيء ويختلفان في شيء وفي هذه الأحاديث الأمر بالتبشير بفضل اللَّه تعالى وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته والنهي عن التنفير بذكر التخويف وأنواع الوعيد محضة من غير ضمها إلى التبشير وقد كانت أمور الإسلام في التكلف على التدريح فمتى يسرت على الداخل في الطاعة أو المريد الدخول فيها سهلت عليه وكانت عاقبته غالبا التزايد منها ومتى عثرت عليه أو شك أن لا يدخل فيها وإن دخل أوشك أن يقطع فلا يدوم أو لا يستحليها.


(١) المجموع المغيث (٣/ ٣٢٨).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٤١).