للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: كنت أمشي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، الحديث، أي من عمل نجران، ونجران بفتح النون وإسكان الجيم بلدة معروفة بين الحجاز والشام واليمن على سبع مراحل من مكة كانت منزلا للأنصار قاله ابن الأثير وغيره (١).

قوله: فأدركه أعرابي فجذبه بردائه جذبة شديدة فنظرت إلى صفحة عنق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقد أثر بها حاشية الرداء من شدة جذبته" الحديث، وفي رواية: "فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".

قوله: "فجاذبه" هو بمعنى جبذه يقال جبذ وجذب لغتان مشهورتان (٢).

وقوله: "حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" قال القاضي: يحتمل أنه على ظاهره وأن الحاشية انقطعت وبقيت في العنق ويحتمل أن يكون معناه بقى أثرها لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في الرواية الأخرى: "أقرت به حاشية الرداء" والأعرابي هو الذي يسكن البادية وتقدم الكلام عليه، والجذب والجبذ معناهما واحدها مقلوب جذبه وهما لغتان مشهورتان (٣) كما تقدم.

قوله: ثم قال يا محمد مر لي من مال اللَّه الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء" الحديث، فانظر يا أخي ما قابل الإساءة بها وهو الإحسان


(١) النهاية (٥/ ٢١)، والمجموع المغيث (٣/ ٢٦٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٤٧).
(٣) إكمال المعلم (٢/ ٦١٨)، وشرح النووي (٧/ ١٤٧).