للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وتقرأ السلام بفتح أوله أي تسلم على كل من لقيته عرفته أم لم تعرفه أي لا يخص به أحدا كما يفعل بعض الناس تكبرًا أو تهاونًا ولا يكون مصانعةً ولا ملقًا بل مراعاةً لأخوة الإسلام وتعظيمًا لشعار الشريعة وإذا كان خالصًا للَّه تعالى لا يختص بأحد دون أحد، ولا ينبغي أن تكون المعاداة وغيرها مانعة من السلام، أ. هـ قاله الكرماني في شرحه (١) ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين فلا يسلم ابتداء على كافر وفي هذا الحديث حمل من العلم ففيه الحث على إطعام الطعام والجود والاعتناء بنفع المسلمين والكف عما يؤذيهم بقول أو فعل بمباشرة أو تسبب والامساك عن احتقارهم وفيه الحث على تآلف قلوب المسلمين واجتماع كلمتهم وتوادهم واستجلاب ما يحصل ذلك، قال القاضي عياض: والألفة احدى فرائض الدين وأركان الشريعة ونظام شمل الإسلام، قال: وفي بذل السلام لمن عرفت ومن لم تعوف إخلاص العمل فيه للَّه تعالى لا مصانعة ولا ملقى وفيه مع ذلك استعمال خلق التواضع وإفشاء شعار هذه الأمة زادها اللَّه شرفا واللَّه أعلم (٢).

٤٠٨٣ - وَعَن أبي هُرَيْرَة -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا تدخلون الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا أَلا أدلكم على شَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السَّلَام بَيْنكُم رَوَاهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه (٣).


(١) الكواكب الدرارى (١/ ٩٣).
(٢) شرح النووي على مسلم (٢/ ١٠ - ١١).
(٣) أخرجه مسلم (٩٣ - ٥٤)، وأبو داود (٥١٩٣)، والترمذي (٢٦٨٨)، وابن ماجه (٦٨) و (٣٦٩٢).