للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا" الحديث كذا في جميع الأصول والروايات "ولا تؤمنوا" بحذف النون في آخره وهي لغة معروفة صحيحة ومعنى الحديث: لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلا بالتحاب.

وقوله: "لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا" فهو على ظاهره وإطلاقه فلا يدخل الجنة إلا من مات مؤمنًا وإن لم يكن كامل الإيمان فهذا هو الظاهر من الحديث، وقال [الشيخ أبو عمرو بن الصلاح: معنى الحديث لا يكمل إيمانكم إلا بالتحاب ولا تدخلوا الجنة عند دخول أهلها إذا لم تكونوا كذلك قال النووي (١): وهذا الذي قاله محتمل واللَّه أعلم، وقال القرطبي (٢): الإيمان الأول من قوله "لا تدخلوا الجنة حتى تحابوا": هو: التصديق الشرعي المذكور في حديث جبريل -صلى اللَّه عليه وسلم-، والإيمان المذكور ثانيا هو: الإيمان العملي المذكور في قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: الإيمان بضع وسبعون بابا، ولو كان الثاني هو الأولى، للزم منه ألا يدخل الجنة من أبغض أحدا من المؤمنين، وذلك باطل قطعا؛ فتعين التأويل الذي ذكرناه قاله في الديباجة.

قوله: "أفشوا السلام بينكم" هو بقطع الهمزة المفتوحة وهو إظهاره وإشاعته وإبرازه على المعروف وغير المعروف لأن السلام هو الجالب


(١) شرح النووي على مسلم (٢/ ٣٦).
(٢) المفهم (٢/ ٨).