للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تجريد الإخلاص والنصح ومتابعة السنة، فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - إن هذه الثلاث تنفي الغل من قلب المسلم (١)، وتقدم الكلام على ذلك مبسوطًا.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومناصحة الأمراء"، النصح لولاة الأمر هو: طاعتهم بها الحق ومعونتهم عليه وتذكيرهم وإعلامهم بما شغلوا عنه أو جهلوه بها أمر دينهم ومصالح دنياهم (٢)، ولا يغتلهم ولا يذمهم ولا يلعنهم ولا يدعو عليهم، ومن النصيحة للولاة الدعاء لهم بالخير والصلاح بظهر الغيب كما قال الفضيل رحمة اللّه عليه: لو أن لي دعوة مجابة لجعلتها لإمام المسلمين، لأن بها صلاحه صلاح الدنيا والدين، وأن يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر إما شفاها أو رسالة، ويصدهم عن الظلم ويقبحه ويذكر لهم غوائل الظلم وشره وعواقبه.

قوله: "ولزوم الجماعة" فحيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق وأتباعه، وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف كتيرًا لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي اللّه عنهم، وبها حديث آخر: "عليكم بالجماعة، فإن يد اللّه على الفسطاط، والفسطاط مجتمع الناس، وكل مدينة فسطاط"، ومعنى هذا الحديث: أن جماعة أهل الإسلام بها كنف اللّه ووقايته، فأقيموا بينهم ولا تفارقوهم، قاله بها النهاية (٣).


(١) مدارج السالكين (٢/ ٩٠).
(٢) المفهم (٢/ ١٠).
(٣) النهاية (٣/ ٤٤٥).