قوله: في رواية مسلم "فحمد اللَّه" فيه دليل على أنه إنما يستحق العاطس التشميت إذا رفع صوته بالتحميد حتى يسمع من عنده، وفي الحديث بيان أن العاطس إذا لم يحمد اللَّه لا يستحق التشميت، وأما لفظ التشميت فيتحسب لكل من سمعه أن يقول له يرحمك اللَّه والحديث الوارد يشهد له، وقيل: يقول الحمد يرحمكم اللَّه وقيل يقول: يرحمنا وإياكم وتقدم الكلام في كيفية الحمد.
بقي الكلام في رد العاطس على المشمت، فقيل: يقول يهيدكم اللَّه ويصلح بالكم، وقيل: يقول يغفر اللَّه لنا ولكم، وقال مالك والشافعي: يتخير بين هذين وكل هذا سنة ليس فيه شيء بواجب قال أصحابنا: والتشميت وهو قوله يرحمك اللَّه سنة على الكفاية لو قاله بعض الحاضرين أجزأ عنهم ولكن الأفضل أن يقول كل واحد منهم لظاهر قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث الصحيح كان حقا على كل مسلم أن يقول له يرحمك اللَّه وهذا الذي ذكرناه من استحباب التشميت هو مذهبنا، واختلف أصحاب مالك في وجوبه فقال القاضي عبد الوهاب: هو سنة ويجزئ تشميت واحد من الجماعة كمذهبنا، قال ابن مزين: يلزم كل واحد منهم واختاره ابن العربي المالكي (١).
فائدة: وقد اختلف العلماء فيمن تكرر عطاسه فقال بعضهم: يقال له في الثانيه إنه مزكوم، قيل: يقال له في الثالثة وقيل في الرابعة قال والأصح أنه يقال له في الثالثة لما روى أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال في الثالثة أنه مزكوم وإنما قال له -صلى اللَّه عليه وسلم- إنه