للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مزكوم إشارة إلى أنه ليس ممن يشمت بعد هذا لأن الذي به زكام ومرض لاحقه العطاس، قال النووي: يستحب أن يدعى له بغير دعاء العطاس المشروع بل دعاء المسلم بالمسلم العافية والسلامة ونحو ذلك ولا يكون من باب التشميت واللَّه أعلم (١).

فرع: التشميت يقال بالسين المهملة والمعجمة لغتان مشهورتان، قال الأزهري: قال الليث: التشميت ذكر اللَّه تعالى على كل شيء ومنه قولك للعاطس: يرحمك اللَّه، وقال ثعلب: يقال سمت العاطس وسمته إذا دعوت له بالهدى وقصد السمت المستقيم والسمت الهيئة الحسن والمعنى جعلك اللَّه عتلى سمت حسن لأن هيئته تنزعج للعاطس وبالشين المعجمة من السوامت وهي القوائم كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة اللَّه، قال: والأصل فيه السين المهملة فقلبت شينا معجمة وقال صاحب المحكم: تسميت العاطس معناه: هداك اللَّه إلى السمت، قال وذلك لما في العطاس من النزعاج والقلق، قال أبو عبيد وغيره: الشين المعجمة أعلى اللغتين، قال ابن الأنباري: يقال منه شمته وسمت عليه إذا دعوت له بخير وكل داع بالخير فهو مشمت ومسمت (٢).

فائدة: ذكر في نوادر الأصول أن العطاس تنفس الروح وسطوعه إلى الملكوت حنينا إلى قرب اللَّه تعالى لأنه من عنده جاء فإذا عطس المؤمن


(١) المصدر السابق (ص ٤٤٦).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٤/ ٣١ - ٣٢) وتهذيب الأسماء واللغات (٣/ ١٥٤).