للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد" الحديث، لأن السلام معناه سلامة من تسلم عليه من شرك، والظاهر أن الراجل يخاف الراكب فيسلم الراكب [على الراجل؛ ليزيل] الخوف من الراجل (١)، وقال بعضهم: أما تسليم الراكب على الماشي فلئلا يتكبر بركوبه عليه فأمره بالتواضع، وأما تسليم الماشي على القاعد فهو من باب الداخل على القوم فيبادر بالسلام استعجالا لإعلامهم بالسلامة وأمانهم عن شره بالدعاء له (٢)، وأما القليل فيسلم على الكثير للأدب بتعظيم القليل الكثير والصغير الكبير، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: هذا المذكور في الحديث هو السنة فلو خالفوا فسلم الماشي على الراكب والجالس عليهما لم يكره صرح به الإمام أبو سعيد المتولي وغيره، وعلى هذا لا يكره ابتداء الكثيرين بالسلام على القليل والكبير على الصغير وهذا الأدب هو فيما إذا تلاقى الاثنان في طريق، أما إذا ورد على قعود أو قاعد فإن الوارد يبدأ بالسلام بكل حال سواء كان صغيرا أو كبيرا قليلا أو كثيرا وسمي أقضى القضاة هذا سنة، وسمي الأول أدبا وجعله دون السنة في الفضيلة (٣)، أ. هـ.

تتمة: السنة أن يسلم على الصبيان، ففي الصحيحين من حديث أنس: لقد مر علي صبيان فسلم عليهم وقال: "كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يفعله" (٤) وفي رواية لمسلم عنه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مر على غلمان فسلم عليهم، وفي كتاب ابن السني وغيره أن


(١) المفاتيح (٥/ ١٢١).
(٢) الكواكب الدرارى (٢٢/ ٧٨).
(٣) الأذكار (ص ٤٢٣).
(٤) أخرجه البخاري (٦٢٤٧)، ومسلم (١٤ و ١٥ - ٢١٦٨).