للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اعمل أن الأفضل أن يقول المسلم السلام عليكم ورحمت وبركاته فيأتي بالألف واللام في السلام فلو قال: سلام عليكم أجزأه بخلاف السلام في الصلاة فإنه لا يجزئه على الأصح ويأتي أيضًا بضمير الجمع في عليكم وإن كان المسلم عليه واحدا وممن نص على ذلك الإمام أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي في كتابه الحاوي والإمام أبو سعيد المتولي من أصحابنا، فإن قال المبتدئ سلام عليكم أو السلام عليكم فقال المجيب: مثله سلام عليكم أو السلام عليكم كان جوابا وأجزأه، قال اللَّه تعالى: {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} (١) ولكن بالألف واللام أفضل، وأما صفة الرد فالأفضل والأكمل أن يقول وعليكم السلام ورحمت اللَّه وبركاته فيأتي بالواو فلو حذفها جزا وكان تاركا للأفضل فإن حذف الواو فقال عليكم السلام أجزأه ذلك وكان جوابا هذا هو المذهب الصحيح المشهور الذي نص عليه إمامنا الشافعي رحمه اللَّه في الأم وقال جمهور أصحابنا: وجزم أبو سعيد المتولي من أصحابنا في كتابه التتمة بأنه لا يجزئه ولا يكون جوابا وهذا ضعيف وغلط وهو مخالف للكتاب والسنة ونص إمامنا الشافعي، أما الكتاب فقال اللَّه تعالى: {قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ} وتقدم وافق أصحابنا على أنه لو قال في الجواب عليكم لم يكن جوابا فلو قال وعليكم بالواو فهل يكون جوابا فيه وجهان لأصحابنا قاله النووي (٢).


(١) سورة هود، الآية: ٦٩.
(٢) الأذكار (ص ٤٠٤ - ٤٠٥).