فائدة: وأما السلام على النساء فإن كن جمعا سلم عليهن وإن كانت واحدة سلم عليها النساء وزوجها وسيدها ومحرمها سواء كانت جميلة أو غيرها وأما الأجنبي فإن كانت عجوزا لا تشتهي استحب له السلام عليها واستحب لها السلام عليه، ومن سلم منهما لزم الآخر رد السلام وإن كانت شابة أو عجوز تشتهي لم يسلم عليها الأجنبي ولم تسلم عليه ومن سلم منهما لم يستحق جوابا ويكره رد جوابه هذا مذهبنا ومذهب الجمهور، وقال الكوفيون: لا يسلم الرجال على النساء إذا لم يكن فيهن محرم والمحرم هو كل من حرم عليه نكاحها على التأبيد بسبب مباح لحرمتها فقولنا على التأبيد احترازا من أخت امرأته وعمتها وخالتها ونحوهن من بنتها قبل الدخول بالأم وقولنا: بسبب مباح احترازا من أم الموطوءة بشبهة وبنتها فإنهما حرام على التأبيد ولكن لا سبب مباح فإن وطئ الشبهة لا يوصف بإنه مباح ولا محرم ولا بغيرهما من أحكام الشرع الخمسة لأنه ليس فعل مكلف، وقولنا لحرمتها احتراز من الملاعنة فإنها حرام على التأبيد لا لحرمتها بل تغليظا عليها (١).
تتمة: عن أبي سلمة أن عائشة حدثته أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لها: إن جبريل يقرأ عليك السلام قالت: وعليكم السلام ورحمت اللَّه، رواه الجماعة إلا النسائي، وفي بعض روايات الصحيحين:"وعليه السلام ورحمت اللَّه وبركاته" وفي بعضها بحذفها وزيادة الثقة مقبولة، وفي هذا الحديث فضيلة ظاهرة لعائشة
(١) شرح النووي على مسلم (١٤/ ١٤٩)، والأذكار (ص ٤٠٥).