للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صحيح البخاري عن قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: نعم، وسيأتي هذا الحديث في هذا الباب، وروينا أيضًا بالإسناد الصحيح في صحيحي البخاري ومسلم في حديث كعب بن مالك في قصة توبته قال: فقام إليَّ طلحة بن عبيد يهرول حتى صافحني وهنأني، وروينا أيضًا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود عن أنس بن مالك قال: لما جاء أهل اليمن قال: رسول اللَّه قد جاءكم أهل اليمن وهم أول من جاء بالمصافحة (١).

واعلم أن هذه المصافحة مستحبة عند كل لقاء وأما ما اعتاده الناس من المصافحة سنة وكونهم حافظوا عليها في بعض الأحوال وفرطوا فيها في كثير من الأحوال أو أكثرها لا يخرج ذلك البعض عن كونه من المصافحة التي ورد الشرع بأصلها، وقد ذكر الشيخ عز الدين بن عبد السلام في قواعده أن البدع على خمسة أقسام واجبة ومحرمة ومكروهة ومستحبة ومباحة قال: ومن أمثلة البدع المباحة المصافحة عقب الصبح والعصر وتقدم ذلك في أوائل هذا التعليق ويستحب مع المصافحة البشابة بالوجه والدعاء بالمغفرة وغيرها لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق" قال النووي: وينبغي أن يحترز عن مصافحة الأمرد الحسن الوجه فإن النظر إليه حرام وكل من حرم النظر إليه حرم مسه (٢) ويكره حتى الظهر في كل حال لكل أحد ويدل عليه ما


(١) أخرجه أبو داود (٥٢١٣)، والأذكار (ص ٤٣٦).
(٢) الأذكار (ص ٤٣٧).