للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ماجة، ورواه الطبراني في الكبير إلا أنه قال: "فإن دعوتهم تحيط" بياء بعد الحاء، انتهى، قاله الحافظ المنذري، قال في النهاية (١): أي: تحدق بهم من جميع جوانبهم، يقال: حاطه وأحاط به، ومنه: قولهم: أحطت به علما أي: أحدق علمي به من جميع جهاته، وعرفته، وفي حديث العباس قلت: يا رسول اللّه، ما أغنيت عن عمك، يعني: أبا طالب يحوطك ويغضب لك، يقال: حاطه يحوطه حوطا وحياطة إذا حفظه وصانه وذب عنه وتوفر على مصالحه، انتهى.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "والنصيحة لأئمة المسلمين"، والمراد بالأئمة: أصحاب الحكومة وهم الولاة من الخلفاء الراشدين فمن بعدهم ممن يلي أمور هذه الأمة افتراض طاعتهم، وقد يتأول ذلك في الأئمة الذين هم علماء الدين، ومن نصيحتهم قبول ما رووه إذا انفردوا ومتابعتهم إذا اجتمعوا (٢). واللّه أعلم.

قوله في الكلام على رجال الحديث: رووه كلهم عن محمد بن إسحاق، هو: أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المدني التابعي، صاحب كتاب المغازي، كان عالما بالمغازي وعلوم الشرع، قدم بغداد وحدّث بها، رأى أنس بن مالك، وعليه عمامة سوداء والصبيان خلفه يشيرون ويقولون: هذا صاحب رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -، لا يؤت حتى يلقى الرجال، مات ابن إسحاق ببغداد سنة خمسين ومائة، ودفن بمقبرة الخيرزان وهو اليوم مشهور بمشهد الإمام أبي حنيفة (٣).


(١) النهاية (١/ ٤٦١).
(٢) شرح السنة (١٣/ ٩٥).
(٣) تهذيب الكمال (٢٤/ الترجمة ٥٠٥٧)، وتذهيب تهذيب الكمال (٨/ الترجمة ٥٧٧٤).