للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجاء في رواية البخاري ووفروا اللحا فهو بقطع الهمزة في أعفوا وأحفوا وأوفوا وأرخوا واعفا اللحية توفيرها لتكثر والإعفاء التوفير من عفا الشيء إذا كثر وزاد واعفاء اللحا توفيرها وأن لا نقص كالشارب ومنه قوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا} (١) أي كثروا والعافي الطويل الشعر، وقيل: معناه اتركوها بحالها ولا تتعرضوا لها ومعنى إعفاء اللحية توفيرها وهو بمعنى أوفوا اللحا في الرواية وكان من عادة الفرس قص اللحية فنهى الشارع -صلى اللَّه عليه وسلم- عن ذلك وأما "أوفوا" بمعنى اعفوا أي اتركوها وافية كاملة لا تنقصوها وأما معنى أرخوا فهو بقطع الهمزة وبالخاء المعجمة ومعناه اتركوها ولا تتعرضوا لها بتغيير، وأما "أرجوا" فمعناه أخروها واتركوها ومعنى الروايات كلها وهو الذي قاله جماعة من أصحابنا وغيرهم من العلماء قال القاضي عياض رحمه اللَّه: يكره حلقها وقصها وأما الأخذ من طولها [وتخريقها] وعرضها فحسن (٢).

تنبيه: فإن قلت: إذا كان الإعفاء مأمور به فلم أخذ ابن عمر من لحيته وهو رواي الحديث، قلت: لعله خصص بالحج أو أن المنهي هو قصه كفحل الأعاجم، أ. هـ، واللَّه أعلم وتكره الشهرة في تعظيمها كما تكره في قصها وجزها، وقد اختلف السلف -رضي اللَّه عنهم- هل ذلك حد فمنهم من لم يحدد شيئا في ذلك ومنهم من حدد بما زاد على القبضة فيزال واستحسنه بعض المالكية فإن تركها


(١) سورة الأعراف، الآية: ٩٥.
(٢) شرح النووي على مسلم (٣/ ١٥١)، وطرح التثريب (٢/ ٨٣).