لأجلس إِذن مَعَ الشَّيْطَان رَوَاهُ أَبُو دَاوُد هَكَذَا مُرْسلا ومتصلا من طَرِيق مُحَمَّد بن غيلَان عَن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِنَحْوِهِ وَذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه أَن الْمُرْسل أصح (١).
قوله: وعن ابن المسيب -رضي اللَّه عنه-[هو الإمام الجليل أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ، بالذال المعجمة، ابن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤى بن غالب القريشي المخزومي التابعي، إمام التابعين. وأبوه المسيب، وجده حزن صحابيان، أسلما يوم فتح مكة، ويقال: المسيب، بفتح الياء وكسرها، والفتح هو المشهور، وحكى عنه أنه كان يكرهه، ومذهب أهل المدينة الكسر.
ولد سعيد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب، وقيل: لأربع سنين، ورأى عمر وسمع منه، ومن عثمان، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس، وابن عمر، وجبير ابن مطعم، وعبد اللَّه بن زيد بن عاصم، وحكيم بن حزام، وأبي هريرة، ومعاوية، وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص، وأبي موسى
(١) أخرجه أبو داود (٤٨٩٦) ومن طريقه البيهقي في الآداب (١٣٠) والشعب ٩/ ٤٩ - ٥٠ رقم ٦٢٤٢). وأخرجه أبو داود (٤٨٩٧)، والطبراني في الأوسط (٧/ ١٨٩ - ١٩٠ رقم ٧٢٣٩)، والخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ١٨٤) عن أبي هريرة. وقال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن علي بن زيد إلا سفيان بن عيينة، ولا رواه عن سفيان إلا حسين الجعفي، تفرد به: القاسم بن دينار "ورواه الناس عن سفيان بن عيينة، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة"، فإن كان حسين الجعفي حفظه، فهو غريب من حديث علي بن زيد، عن ابن المسيب. وحسنه الألباني في الصحيحة (٢٣٧٦) وضعفه في ضعيف الترغيب (١٦٣٩).