المسلمين: القاضي أبو الطيب، وتلميذه الشيخ أبو إسحاق وأبو القاسم الزنجاني وقريب من هذا ما رواه أبو اليمن الكندي قال: حدثنا أبو منصور الفزاز فذكره إلى أن قال: حدثنا عمر بن حبيب قال: حضرت مجلس هارون الرشيد فجرت مسألة فتنازع فيها الخصوم وعلت أصواتهم فاحتج بعضهم بحديث عن أبي هريرة رواه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فرد بعضهم الحديث وقال: أبو هريرة متهم فيما يرويه ونحى نحوهم الرشيد ونصر قولهم فقلت أنا: الحديث صحيح وأبو هريرة صحيح النقل عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما يرويه فنظر إليَّ الرشيد نظر مغضب فقمت من المجلس إلى منزلي فلم ألبت حتى قيل صاحب البريد بالباب فدخل إلي فقال: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول وتحنط وتكفن، فقلت: اللهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك -صلى اللَّه عليه وسلم- وأجللت نبيك -صلى اللَّه عليه وسلم- أن [يطعن] على أصحابه فسلمني منه فدخلت على الرشيد وهو جالس على كرسي من ذهب حاسر عن ذراعيه بيده السيف وبين يديه النطع فلما رآني قال: يا عمر بن حبيب ما تلقاني أحد بالرد ودفع قولي بمثل ما تلقيتني به فقلت: يا أمير المؤمنين إن الذي حاولت عليه فيه إزراء على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وعلى ما جاء به إذا كان أصحابه كذابين فالشريعة باطلة والفرائض والأحكام من الصلاة والصيام والطلاق والنكاح والحدود كلها مردودة غير مقبولة، فرجع الرشيد إلى نفسه ثم قال: أحييتني يا عمر بن حبيب أحياك اللَّه تم أمر لي بعشرة آلاف درهم، أ. هـ ذكره صاحب حياة الحيوان (١).