للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صاحبه دبره ويعرض عنه بوجهه وهو التقاطع أ. هـ.

وقال بعضهم التدابر المعاداة (١)، وقال النووي في الرياض: والتدابر أن يعرض عن الإنسان ويهجره ويجعله كالشيء الذي وراء ظهره والدبر (٢).

قال صاحب الحدائق: قلت ما أعظم نفع هذا الحديث وأكثر فوائدة لمن تدبره.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ولا تباغضوا" أي: لا يبغض بعضكم بعضا والبغض للشيء هو النفرة منه لمعنى مستقبح فيه والظاهر أن البغض والكراهة واحد أو هما متقاربان قاله الطوفي (٣).

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ولا تحاسدوا" أي: لا يحسد بعضكم بعضا، وقد أجمع الناس من المشرعين وغيرهم على تحريم الحسد وقبحه ووردت نصوص الشرع بذلك وهذا الحديث يقتضي تحريمه وسيأتي الكلام على الحسد مبسوطا في بابه إن شاء اللَّه تعالى.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وكونوا عباد اللَّه إخوانًا" كأنه قال: إذا تركتم التحاسد والتباغض والتدابر كنتم إخوانا وإذا لم تتركوا ذلك صرتم أعدل والأخوان والأخوة من غير النسب والأخوة من النسب، وقوله: "وكونوا إخوانا" أي: اكتسبوا ما تصيرون به إخوانا مما سبق ذكره وغيره من فعل المؤلفات وترك المنفرات (٤).


(١) قاله القاضى عياض في إكمال المعلم (٨/ ٢٣).
(٢) رياض الصالحين (ص ٩٨).
(٣) التعيين (ص ٢٩٧ - ٢٩٨).
(٤) التعيين في شرح الأربعين (ص ٣٠٢).