للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بالعين المفتوحة الثقفي الكوفي الصحابي، أسلم عام الخندق، روي له عن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - مائة وستة وثلاثون حديثًا، روى عنه جماعة من الصحابة ومن التابعين جماعة كثيرة، وكان مغيرة موصوفًا بالدهاء، قال جماعة: إنه أحصن بثلثماثة امرأة في الإسلام، وقيل: ألف امرأة وشهد الحديبية مع رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - وولاه عمر بن الخطاب البصرة مدّة ثم نقله عنها فولاه الكوفة فلم يزل عليها فأقره عثمان عليها ثم عزله وشهد اليمامة وفتح الشام وذهبت عينه يوم اليرموك وشهد القادسية وفتح نهاوند وكان على ميسرة النعمان بن مقرن وشهد فتح همدان وغيرها واعتزل الفتنة بعد مقتل عثمان واستعمله معاوية على الكوفة فلم يزل عليها حتى توفي بها سنة خمسين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، قالوا: وهو أول من وضع ديوان البصرة (١).

كتب الحافظ أبو عمر بن عبد البر على استيعابه زيادة في ترجمة المغيرة، قال (٢): لما قتل عثمان وبايع الناس عليا دخل عليه المغيرة بن شعبة فقال له: يا أمير المؤمنين إن لك عندي نصيحة، قال: وما هي؟ قال: إن أردت أن يستقيم لك الأمر فاستعمل طلحة بن عبيد اللّه على الكوفة والزبير بن العوام على البصرة وابعث إلى معاوية بعهده إلى الشام حتى تلزمه طاعتك فإذا استقرت لك الخلافة فأدرها كيف شئت برأيك، فقال علي - رضي الله عنه -: أما طلحة والزبير فأرى فيهما رأيي، وأما معاوية فلا واللّه لا يراني اللّه مستعملا له أبدًا ما دام


(١) تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ١٠٨ - ١١٠ ترجمة ٥٩٩).
(٢) الاستيعاب (٤/ ١٤٤٧).