هو الذي سمي باسم ما يئول إليه من الخمرية. قال وإنما محمل الحديث عندي أن يكون من باب قوله عليه السلام:"ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان وليس الشديد بالصرعة" أي الأحق باسم الكرم المسلم أي قلبه وذلك لما حواه من العلوم والفضائل والأعمال الصالحة والمنافع العامة فهو أحق باسم الكرم والكريم من العنب. وقوله لا تسموا: على جهة الإرشاد لما هو الأولى في الإطلاق كما نهى عن تسمية العشاء عتمة فإنها أحق كتسمية العِشاء من ذلك اهـ.
قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا تقولوا يا خيبة الدهر، الحديث. والخيبة بالخاء المعجمة والياء المثناة من تحت والباء الموحدة الحرمان والخسران وعدم نيل المطلوب فيقول القائل يا خيبة الدهر أو واخيبة الدهر هو منصوب على الندبة وهي نداء متفجع عليه حقيقة أو حكما أو متوجع منه كأنه فقد الدهر لما يصدر عنه من الأمور التي يكرهها فندبه وفيه النهي عن هذا الكلام وقد كان أهل الجاهلية يستعملون مثل ذلك ومن عقيدة بعضهم أن الزمان هو الفاعل حقيقة لتعطيلهم ونفيهم الإله واستعمل الإسلاميون قريبا من ذلك غير قاصدين ذلك ولكنهم يذمون الدهر إذا لم تحصل أغراضهم ويمدحونه إذا حصلت لهم. قال أبو العباس القرطبي (١) لا شك في كفر من نسب تلك الأفعال أو شيئا منها للدهر حقيقة واعتقد ذلك وأما من جرت هذه الألفاظ على لسانه ولا يعتقد صحة ذلك فليس
(١) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٨/ ٤١) انظر: طرح التثريب في شرح التقريب (٨/ ١٥٦). التوضيح لشرح الجامع الصحيح (٢٣/ ٢٣٠).