للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الاسم واللَّه أعلم] (١). وقال الزمخشري (٢) أراد أن يقرر ويشدد ما في قوله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٣) بطريقة أنيقة ومسلك [لطيف]، وليس الغرض حقيقة النهى عن تسمية العنب كرما ولكن الإشارة إلى أن المسلم المتقى جدير بأن لا يشارك فيما سماه اللَّه به، وقوله: "فإنما الكرم الرجل المسلم" أي إنما يستحق الاسم المشتق من الكرم الرجل المسلم فيكره تسمية العنب كرما لأن الكرم والكريم من أوصاف المؤمن فيقال رجل كرم وكريم.

تنبيه: قيل إنما وصف شجر العنب بالكرم لأنه لطيف الشجرة طيب الثمرة سهل القطاف قريب المتناول سليم عن الشوك والأسباب المؤذية بخلاف النخل، [قاله] القشيري.

وقال في المفهم (٤): إنما سمت العرب العنب [بالكرم] لكثرة حمله وسهولة قطافه وكثرة منافعه وأصل الكرم الكثرة والكريم من الرجال هو الكثير العطاء والتفع. واستشكل كون سبب الكراهة ما ذكر لأن العنب ليست محرمة وإنما المحرم الخمر ولم تسم الخمر عنبا حتى ينهى عنه وإنما العنب


(١) حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (أي إنما يستحق الاسم المشتق من الكرم الرجل المسلم فيكره تسمية العنب كرما لأن الكرم والكريم من أوصاف المؤمن فيقال رجل كرم وكريم).
(٢) الفائق في غريب الحديث (٣/ ٢٥٧).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٤) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٨/ ٤٣).