للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شجر العنب كرما بل يقال عنب أو حبلة.

قال النووي (١): قال العلماء: سبب كراهة ذلك أن لفظة الكرم كانت العرب تطلقها على شجر العنب، وعلى العنب، وعلى الخمر المتخذة من العنب، سموها كرما لكونها متخذة منه، ولأنها تحمل على الكرم والسخاء، فكره الشرع إطلاق هذه اللفظة على العنب وشجره؛ لأنهم إذا سمعوا هذا اللفظ ربما تذكروا بها الخمر، وهيجت نفوسهم إليها، فوقعوا فيها، أو قاربوا ذلك.

وقال النووي (٢): إنما يستحق هذا الاسم الرجل المسلم، أو قلب المؤمن؛ لأن الكرم مشتق من الكرَم بفتح الراء، وقد قال اللَّه تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (٣) فسمي قلب المؤمن كرما لما فيه من الإيمان والهدى والنور والتقوى والصفات المستحقة لهذا الاسم. وكذلك الرجل المسلم [وصفه بالمصدر كضيف وعدل] (٤) فالأحق باسم الكرم المسلم أو قلب المسلم وذلك لما حواه من العلوم والفضائل والأعمال الصالحة والمنافع العامة وهو أحق [انتهى] [باسم الكريم والكرم فيكره تسمية العنب كرما لأن الكرم والكريم من أوصاف المؤمن فيقال رجل كرم وكريم] (٥) [فلا يناسب إطلاق ذلك على الأشياء الخبيثة المزيلة للعقل تنزيها لهذا


(١) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٤).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٤).
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٥) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.