للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يريد أن النوء نزل بالماء فهو كافر حلال دمه إن لم يتب.

وقال في الروضة (١): إن اعتقد أن النوء هو المطر الفاعل حقيقة كفر وصار مرتدا وهو معنى كلام الشافعي اهـ. وقال بعض العلماء أيضًا إن قال مسلم مطرنا بنوء كذا مريدا أن النوء هو الموجِد والفاعل المحدث للمطر صار كافرا مرتدا بلا شك وإن قال إنه علامة لنزول المطر فينزل المطر عند هذه العلامة ونزوله بفعل اللَّه تعالى وخلقه سبحانه لم يكفروا، واختلفوا في كراهته، والمختار أنه مكروه لأنه من ألفاظ الكفار اهـ، قاله النووي في أذكاره (٢).

واختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا على قولين: أحدهما هو كفر [باللَّه سبحانه وتعالى] سالب لأصل الإيمان مخرج من ملة الإسلام. قالوا: وهذا فيمن قال ذلك معتقدا أن الكوكب فاعل مدبر منشئ للمطر، كما كان بعض [أهل] (٣) الجاهلية يزعم، ومن اعتقد هذا فلا شك في كفره. وهذا القول هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء، والشافعي منهم وهو ظاهر الحديث، قالوا: وعلى هذا لو قال: مطرنا بنوء كذا معتقدا أنه من فضل اللَّه تعالى وبرحمته، وأن النوء ميقات له وعلامة اعتبارا بالعادة فكأنه قال: مطرنا في وقت كذا، فهذا لا يكفر. [واختلفوا في كراهته والأظهر كراهته لكنها


(١) روضة الطالبين وعمدة المفتين (٢/ ٩٥).
(٢) انظر: شرح النووي على مسلم (٢/ ٦٠).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.