للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله وروي عن عبد اللَّه بن عمرو تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه اللَّه يوم القيامة قوله: (يخيفه) يجوز أن يكون حالا من فاعل (نظر) وأن يكون صفة للمصدر على حذف الراجع، أي بها، ويؤيده ما في رواية (يخيفه بها في غير حق)، (أخافه اللَّه)؛ أي بنظر غضب عليه جزاء وفاقا (يوم القيامة)، قال الطيبي، وذكر أخيه للاستعطاف؛ يعني أن الأخوة تقتضي الأمنية لا سيما أخوة الإسلام، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وإيراد هذا الحديث في هذا الباب للإشارة إلى أن مجرد الإخافة يترتب عليه العقوبة يوم القيامة، فكيف بما فوقها من أنواع المظلمة؟ ويؤخذ من مفهومه، أن من نظر بعين الرحمة والشفقة إلى أخيه، نظر اللَّه إليه بعين العناية يوم القيامة، كما روى الحكيم عن ابن عمرو؛ أيضًا: بلفظ ("من نظر إلى أخيه نظرة ود غفر اللَّه له"، (روى الأحاديث الأربعة البيهقي في شعب الإيمان وقال في حديث يحيى)؛ أي في شأنه.

٤٢٤٩ - وعن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري لعل الشيطان يترع في يده، فيقع في حفرة من النار" رواه البخاري (١) ومسلم (٢).

[يترع] بالعين المهملة وكسر الراء: أي يرمي، وروي بالمعجمة مع فتح الزاي، ومعناه أيضًا: يرمي ويفسد، وأصل النزع: الطعن والفساد.


(١) صحيح البخاري (٧٠٧٢).
(٢) صحيح مسلم (١٢٦) (٢٦١٧).