للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حيث أنه قاصد لا يستحق شيئًا ومن حيث أنه دافع لا يجب عليه شيء، ولو قتل أحدهما صاحبه فعليه القود اهـ. فإن قلت القاتل والمقتول من الصحابة في الجنة إذا كان قتالهم عن الاجتهاد الواجب اتباعه. قلت ذاك عند عدم الاجتهاد وعدم ظن أن فيه الصلاح الديني أما إذا اجتهدوا وظن الصلاح يه فهما مأجوران مثابان من أصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر وما وقع بين الصحابة هو من هذا القسم، فالحديث ليس عاما اهـ. قاله الكرماني (١).

[واعلم] أن الدماء التي جرت بين الصحابة ليست بداخلة في هذا الوعيد عند أهل السنة والحق إحسان الظن بهم والإمساك عما شجر بينهم وتأويل قتالهم بأنهم مجتهدون متأولون لم يقصدوا معصية، ولا محض الدنيا؛ بل اعتقد كل فريق منهم أنه المحق، ومخالفه باغ، فوجب [عليه] قتاله ليرجع إلى أمر اللَّه، وكان بعضهم مصيبًا وبعضهم مخطئًا معذورًا في الخطأ، لأنه بالاجتهاد، والمجتهد إذا أخطأ لا إثم عليه. وكان علي هو المحق المصيب في تلك الحروب، هذا مذهب أهل السنة، وكانت القضايا مشتبهة حتى أن جماعة من الصحابة تحيروا فيها واعتزلوا الطائفتين ولم يقاتلوا ولو تبينوا الصواب لم يتأخروا عن مساعدته رضي اللَّه عنهم أجمعين. وعن أبي أمامة (٢) أن رسول


(١) الكواكب الدراري (١/ ١٤٣).
(٢) أخرجه البخاريّ في التاريخ (٦/ ١٢٨)، وابن ماجه (٣٩٦٦)، والطبراني في المعجم الكبير (٨/ ١٢٢/ ٧٥٥٩) وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (٤/ ١٧٥): هذا إسناد حسن سويد مختلف فيه وكذلك شهر بن حوشب لكن لم ينفرد به سويد بن سعيد فقد رواه =