للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

حبان في صحيحه (١)، وقال الترمذي: حديث صحيح.

قوله وعن أبي الدرداء تقدم الكلام عليه. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة أراد نوافل هذه الأفعال دون فرائضها.

[قوله:] ويروى عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: هي الحالقة الحديث. يعني إفساد ذات البين أي هي الحالقة يعني المهلكة كما تستأصل الموسى الشعر وفي حديث آخر دَبَّ [فيكم] داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، دَبَّ أي سرى إليكم ما أفسد الأمم قبلكم [ذنبهم]. وقوله داء الأمم قبلكم. داء أي على عادة الأمم قبلكم.

قوله هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر المراد أنها تمنع من فعل الخيرات والحضور في الصلوات وتحصيل العلوم والمحبة الكاملة في اللَّه لأن من امتلأ صدره من الحسد والبغضاء لا تكون له محبة كاملة في اللَّه تعالى وذوق من الطاعة اهـ. قوله قالوا بلى قال إصلاح ذات البين الحديث، وذات البين هو الإصلاح بين قبيلتين ونحو ذلك قوله: "ذات البين" أي أحوال بينكم، يعني ما بينكم من الأحوال حتى تكون أحوال ألفة ومحبة واتفاق، كقوله تعالى: {بِذَاتِ الصُّدُورِ} (٢) وهي مضمراتها، لما كانت الأحوال ملابسة للبين، قيل لها ذات البين كقولهم: اسقني ذا إناءك، يريدون ما في الإناء من


= داود والترمذي وصححه من حديث أبي الدرداء. وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٥٩٥)، وصحيح الترغيب والترهيب (٢٨١٤).
(١) ابن حبان (٥٠٩٢).
(٢) سورة الحديد، الآية: ٦.