للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأصبح وهو أحكم أهل الأرض، وعن الدارمي قال: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًّا نجارًا، واختلف العُلماء في نبوته فقال الإمام أبو إسحاق الثعلبي (١): اتفق العُلماء على أنه كان حكيمًا ولم يكن نبيًّا إلا عكرمة والشعبي كلاهما قالا: كان نبيًّا، وتفردا بهذا القول، وقال الجمهور: كان لقمان وليًّا قاضيًا في بني إسرائيل، واسمه: لقمان بن باعور بن ماخور بن تارخ وهو آزر، وقيل: لقمان بن عنقاء بن سدون بن خالة أيوب - عَلَيْهِ السَّلَامُ -، وقيل: ابن أخته، واللّه أعلم.

تنبيه: وابن لقمان الذي قال له: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ} (٢)، فقيل: اسمه أنعم، وقال بعض العُلماء: اسم ابن لقمان ثاران، وقيل: مشكم، وقيل: أنعم (٣)، واللّه أعلم. فائدة: قال النووي في أذكاره فإن قيل: إذا ذكر لقمان ومريم، هل يصلى عليهما كالأنبياء، أم يترضى عنهما كالصحابة والأولياء أم نقول عليهما السَّلام؟ فالجواب: أن الجماهير من العُلماء على أنهما ليسا بنبيين، وقد شذ من قال: نبيان، ولا التفات إليه ولا تعريج عليه، فإذا عرف ذلك فقد قال بعض العُلماء: كلاما يفهم منه أنه يقول قال لقمان أو مريم - صلى الله عليه وسلم - لأن مقامهما ترفعان عن حال من يقال - رضي الله عنه - لما في القرآن العزيز مما يرفعهما، والذي أراه أن هذا لا بأس به، وأن الأرجح أن يقال - رضي الله عنه - أو عنهما


(١) عرائس المجالس (ص ٣٧٧ - ٣٨٣)، وتفسير الثعلبي (٧/ ٣١٢ - ٣١٣).
(٢) سورة لقمان، الآية: ١٣.
(٣) تفسير القرطبي (١٤/ ٦٤)، والبداية والنهاية (٢/ ١٢٣).