للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأن هذا رتبة غير الأنبياء ولم يثبت كونهما نبيين، وقد نقل إمام الحرمين إجماع العُلماء على أن مريم ليست بنبية، ذكره في الإرشاد، ولو قال - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أو عليهما السَّلام، فالظاهر أنه لا بأس به، انتهى (١).

قوله: في حديث أبي أمامة الباهلي "إن اللّه ليحيي القلب الميت بنور الحكمة كما يحي الأرض الميتة بوابل المطر" الحديث، تقدم الكلام على الحكمة مبسوطًا في أول هذا التعليق، وتقدم قريبًا من كلام الأئمة، والوابل: المطر الشديد، والطل أضعف المطر، قال اللّه تعالى: {فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ} (٢) وقال اللّه تعالى: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (٣) الآية، فالمطر أثر رحمته التي تحيي بها القلوب الغافلة الميتة {إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٤) وقال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} (٥) الآية، انتهى.

وذكر إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام أمره ربه يدعو الخلق إليه، فقال: يا رب كيف أدعوهم إليه مع قساوة قلوبهم فأمره اللّه بالخروج إلى الساحل فأخرج اللّه له دابة من البحر طولها فرسخ في فرسخ فمزقتها السباع والطيور


(١) الأذكار (ص ٢٢٨).
(٢) سورة البقرة، الآية: ٢٦٥.
(٣) سورة الروم، الآية: ٥٠.
(٤) سورة الروم، الآية: ٥٠.
(٥) سورة الأنعام، الآية: ١٢٢.