التوراة أن سبحان اللَّه كلمة تمنع العذاب، واستُنبِط من ذلك أن قراءة القرآن على القبر تنفع الميت من باب أولى. وسئل القاضي أبو الطيب عن القراءة على القبر فقال الثواب للقارئ والميت كمُستمع. واستُنبِط من هذا الحديث أيضًا أن كلما كان من النبات رطبا ينفع الميت إذا وضع على القبر ومن هاهنا صار الناس يضعون الريحان الأخضر على القبر وأما الزراعة على القبر فلا تجوز إذا كان الميت يصل إليه نداوة من السقي.
قوله يخفف عنهما ولم يقل يرفع عنهما [فيه دليل على أنهما كانا مسلمين لأن الكافر لا يخفف عنه، قال اللَّه تعالى:{فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ}(١)، وإنما قاله عليه الصلاة والسلام لعله يخفف، ولم يقل يرفع عنهما] لأن المقام يناسبه التحذير وعدم الجزم بالعفو عن مرتكب هذا الذنب وهذا كما قال -صلى اللَّه عليه وسلم- اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة وكان قد قتل وجاء إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ليستغفر له فلو استغفر له لتجرّأ غيره على القتل. وروي أنه بعد ذلك استغفر له، وهذا لعله السبب المقتضي لكون النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يستغفر لهما بل اقتصر على وضع الجريد. وكقول ابن عباس وقد سئل عن توبة القاتل فقال لا توبة له. ومُحَلِّم بضم الميم وفتح الحاء المهملة وكسر اللام المشددة وجثامة بفتح الجيم وبالثاء المثلثة المشددة.
قوله ما لم ييبسا فيه دليل على أن النبات إذا يبس لا يسبح لأنه قد زالت عنه الحياة النباتية وبعضهم ذهب إلى أن كل شيء يسبح. وقال بعضهم الاسطوانة في السقف تسبح. قال اللَّه تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ