للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله وروى عن عائشة أيضًا تقدم الكلام عليها. قولها قالت قلت لامرأة مرة وأنا عند النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إن هذه لطويلة الذيل فقال الفظي الفظي فلفظت بضعة من لحم الحديث. الفظي معناه ارمي ما في فمك، والبضعة القطعة اهـ قاله المنذري. وقال المنذري أيضًا في الحواشي على مختصر سنن أبي داود والبضعة بفتح الباء الموحدة لا غير وهي القطعة من اللحم. وقال الجوهري (١) هذه بالفتح وأخواتها بالكسر مثل القطعة والفلذة و [القدرة] والخرقة وما لا يحصى وفي العدد يفتح ويكسر مذكرا كان أو مؤنثا اهـ. وفي رواية فقلت إنها الطويلة الذيل فقال اغتبتيها قومي إليها فتحلليها. يقال تحللته واستحللته إذا سألته أن يجعلك في حل من قِبَله، ومنه الحديث إذا من كانت عنده مظلمة من أخيه [فليستحله] [قاله] (٢) في النهاية (٣).

واعلم بأن الحد الحاصر للغيبة أن تذكر أخاك بما يكرهه إذا بلغه سواء ذكرت نقصا في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دينه أو دنياه، حتى في ثوبه بأن يقول واسع الكم طويل الذيل وسخ الثياب، وما أشبه ذلك. فهذه الأسباب وما [أشبهها فإنك] (٤) [جانسها] إذا ذكرت بها غيرك كنت له مغتابا وآكلا لحمه وعاصيا له سبحانه وتعالى ولو كنت صادقًا فيما ذكرته به. أجمعت الأمة من سلف منهم ومن خلف لم يختلفوا ونذكر شيئًا من كلام


(١) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ١١٨٦).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤٣٠).
(٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.