للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السلف [وأفعالهم] (١) في ذلك. كان الصحابة رضي اللَّه عنهم يلقى بعضهم بعضا بالبشر وحسن الخلق ولا يغتابون عند الغيبة ويرون ذلك أفضل الأعمال ويعتقدون ضده وخلافه من أخلاق المنافقين الضلال. وروي عن الحسن البصري (٢) أن رجلًا قال له قد اغتابك فلان فبعث إليه طبقا من رطب ثم قال له بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فأردت أن أكافيك عليها فاعذرني فلست أقدر على تمام مكافاتك.

وعن الحسن البصري (٣) أيضًا أن رجلا قال له إنك تغتابني فقال ما بلغ قدرك عندي أني أحكمك في حسناتي. وروي عن ابن المبارك قال لو كنت مغتابا أحدًا لاغتبت والديّ لأنهما أحق بحسناتي. وأضاف إبراهيم بن أدهم قومًا فشرعوا في اغتياب رجل فقال لهم إنما يؤكل الخبز قبل اللحم وأنتم قد بدأتم بأكل اللحم قبل الخبز. وروي عنه -رضي اللَّه عنه- أنه قال لرجل مغتاب يا مكذب بخلت بدنياك على أصدقائك وسخوت بآخرتك على أعداءك، فلا أنت فيما بخلت به معذور ولا أنت فيما سخوت به محمود.

وقال بعض السلف الغيبة فاكهة القراء وضيافة الفساق ومراتع النساء، وإدام كلاب الناس، ومزابل الأتقياء، ويقال إدام كلاب النار. وقال خالد الربعي كنت في جماعة بمسجد الجامع فتناولوا رجلا فنهيتهم عن ذلك فكفوا وأخذوا في غيره ثم عادوا إليه فدخلت معهم في شيء من


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) المستطرف في كل فن مستظرف (١/ ص ١٩٠).
(٣) الأذكار (١/ ص ٢٧٠)، إحياء علوم الدين (٣/ ص ١٤٨).