للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره اللَّه في موطن يحب فيه نصرته" رواه أبو داود (١)، وابن أبي الدنيا (٢) وغيرهما، واختلف في إسناده.

قوله وعن جابر وأبي طلحة الأنصاري تقدم الكلام عليهما.

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- من امرئ يخذل امرءًا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه الحديث. خذل المسلم، قال العلماء هو ترك الإعانة والنصرة، وسيأتي الكلام على ذلك في بابه مبسوطا.

قوله تنتهك فيه حرمته، الانتهاك هو المبالغة في كل شيء.

قوله وينتقص فيه من عرضه، وعرض الرجل هو موضع المدح والذم من الإنسان وتقدم الكلام عليه في أول الباب.

قوله إلا خذله اللَّه في موطن يحب فيه نصرته، والموطن كذا ففي هذا الحديث إشارة إلى أنه ينبغي لمن سمع غيبة مسلم أن يردها ويزجر قائلها فإن لم ينزجر بالكلام زجره بيده فإن لم يستطع باليد ولا باللسان فارق ذلك


(١) أخرجه أبو داود (٤٨٨٤)، وأحمد (١٦٣٦٨) والبيهقي في السنن الكبرى (٨/ ١٦٧، ١٦٧)، شعب الإيمان (٧٢٢٦) والطبراني في الكبير (٥/ ١٠٥/ ٤٧٣٥)، وفي الأوسط (٨٦٤٢)، وابن المبارك في الزهد (ص ٢٤٣)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٣٤٧)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٨٩)، والخرائطي في مكارم الأخلاق (٩٣٣)، والبغوي في شرح السنة (٣٥٣٢). وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٢٦٧): حديث جابر وحده رواه أبو داود، ورواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن. والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود (رقم ٤٨١)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٦٩٠). .
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في الغيبة والنميمة (١٠٥)، وفي الصمت (٢٤١).