للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عشيرته ووطنه وأعلم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- المهاجرين أنه يجب عليهم أن يهجروا ما نهى اللَّه عنه لتكمل هجرتهم ولا [يتكلوا] على الهجرة إلى المدينة فقط. وقيل شق فوات الهجرة على بعضهم فقيل المهاجر أي الكامل من هجر ما نهى اللَّه عنه ويحتمل أن يكون صدور هذا الحديث بعد الفتح ولا هجرة حينئذ إلا هجرة المعاصي.

قال الخطابي (١) يريد أن المسلم الممدوح من كان هذا صفته وليس ذلك على معنى أن من لم يسلم الناس منه ممن دخل في عقد الإسلام فليس ذلك بمسلم وكان خارجا عن الملة إنما هو كقولك الناس العرب وتريد أن أفضل الناس العرب وتقدم ذلك، فهاهنا المراد أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حقوق اللَّه تعالى أداء حقوق المسلمين والكف عن أعراضهم وكذلك المهاجر الممدوح هو الذي جمع إلى هجران وطنه هجر ما حرم اللَّه تعالى عليه. ونفيُ اسم الشيء على معنى نفي الكمال مستفيض في كلامهم. واعلم أن الإسلام في الشرع يطلق على ضربين أحدهما دون الإيمان وهو الأعمال الظاهرة كما في قوله تعالى {قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} (٢).

والثاني فوق الإيمان وهو أن يكون مع الأعمال اعتقاد بالقلب مع الإخلاص والإحسان واستسلام للَّه تعالى في جميع ما قضى وما قدر كما ذكر عن إبراهيم عليه السلام إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت فيحتمل أن يكون المراد


(١) أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (١/ ١٤٦).
(٢) سورة الحجرات، الآية: ١٤.