للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "وتعلموا للعلم السكينة والوقار" السكينة هي الوقار كما فسره أئمة اللغة لكن في بعض طرق الحديث في صحيح البخاري: "وعليكم بالسكينة والوقار" قال القاضي عياض في المشارق (١): كرر فيه الوقار للتأكيد، وقال في الصحاح (٢): الوقار الحلم والرزانة، وقال النووي قدس اللّه روحه (٣): الظاهر أن بينهما فرقًا وأن السكينة التأني في الحركات واجتناب العبث ونحو ذلك، والوقار في الهيئة وغض البصر وخفض الصوت. والإقبال على طريقه من غير التفات ونحو ذلك، واللّه أعلم.

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وتواضعوا لمن تعلمون منه" التواضع مطلوب من الطالب لشيخه، قال أبو الليث السمرقندي (٤): ينبغي للمتعلم أن يعظم أستاذه فإن بتعظيمه تظهر فيه بركة العلم، وإذا استخف يذهب عنه بركة العلم، ويقال: إنما ينتفع المتعلم بكلام العالم إذا كان في المتعلم ثلاث خصال: التواضع في نفسه والحرص على التعلم والتعظيم للعالم، فإن بتواضعه ينجع فيه العلم وبحرصه يستخرج العلم وبتعظيمه يستعطف العالم، فأول ما يحتاج إليه المتعلم أن يصحح نيته لينتفع بما يتعلم وينتفع به من يأخذ عنه، فإذا أراد به أن يصحح نيته يحتاج أن ينوي ثلاثة أشياء: أحدها: أن ينوي بتعلمه الخروج


(١) مشارق الأنوار (٢/ ٢١٦).
(٢) الصحاح (٢/ ٨٤٩).
(٣) شرح النووي على مسلم (٥/ ١٠٠).
(٤) بستان العارفين (ص ٣١٣ - ٣١٥).