للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تبنًا، وابعث به إليّ، فأخذ الكتاب وخرج، فلقيه الرجل الذي سعى به فقال: ما هذا الكتاب؟ قال: خط الملك لي بصلة، فقال: هبه لي، فقال: هو لك، فأخذه ومضى به إلى العامل، فقال العامل: في كتابك أني أذبحك وأسلخك، فقال: إن الكتاب ليس هو لي فالله الله في أمري حتى تراجع الملك. قال: ليس لكتاب الملك مراجعة، فذبحه وسلخه، وحشا جلده تبنًا وبعث به، ثم عاد الرجل إلى الملك فقال كعادته، فتعجّب الملك من ذلك، فقال: ما فعل الكتاب؟ فقال: لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته له، قال الملك: ذكر لي أنك تزعم أني أبخر، قال: ما قلت ذلك. قال: فلمَ وضعت يدك على أنفك حين كلمتك، قال: لأنه أطعمني طعامًا فيه ثوم فكرهت أن تشمه، قال: صدقت ارجع إلى مكانك قد كفاك المسيء مساءته.

وقال ابن سيرين (١): ما حسدت أحدا على الدنيا لأنه إن من أهل الجنة فكيف أحسده على الدنيا وهي حقيرة بالإضافة إلى الجنة، وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على أمر الدنيا وهو يصير إلى النار.

وقال أبو الدرداء (٢): ما أكثر أحد ذكر الموت [إلا] قل حسده وقل فرحه.

وقال معاوية (٣) كل الناس أقدر على رضاه إلا الحاسد للنعمة إلا الحاسد


(١) روضة العقلاء (ص ١٣٤)، والزهد الكبير (ص ٣١٥)، وإحياء علوم الدين (٣/ ١٨٩).
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (٣٤٥٨٣)، وشرح السنة (٥/ ٢٦١)، وشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص ٢٨).
(٣) الفاضل (١/ ٣١)، والعقد الفريد (٢/ ١٥٨)، والمجالسة وجواهر العلم (١/ ١١٣) البداية والنهاية (٨/ ١٣٨).