للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عليك في الدنيا والدين، أما [كونه] ضررا في الدين فلأنك سخطت قضاء الله وقدره وكرهت نعمته التي [قُسِمَتْ له] بين خلقه وناهيك بها جناية على الدين فإنك شاركت إبليس وسائر الكافرين في محبتهم للمؤمنين البلايا وزوال النعم وهذه [الخبائث] في القلب تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وتمحوها كما يمحو الليل النهار.

وأما كونه ضررا عليك في الدنيا فهو أنك تتألم به ولا تزال في كمد وغم وتشعب قلب وضيق صدر وكل ذلك [مؤلم] للقلب [مسيء] له بلا فائدة (١) فكيف [وأنت عالم بأن ذلك] يسخط الله تعالى [فما أعجب أمر عاقل يتعرض لسخط الله تعالى] (٢) من غير نفع يناله بل مع [ضرر يحتمله وألم يقاسيه] [فـ] يخسر دينه ودنياه من غير جدوى ولا فائدة ومع ذلك لا ضرر على المحسود في دينه ولا دنياه بذلك لأن النعمة تزول عنه بحسدك بل كل ما [قدره] الله تعالى فلا بد أن ينتهي إلى الحد الذي [قدره] الله تعالى له فلكل أجل كتاب اهـ. قاله في الديباجة.


(١) وفي العبارة اضطراب وقد جاءت في إحياء علوم الدين (٣/ ١٩٦) هكذا: فكيف وأنت عالم بما في الحسد من العذاب الشديد في الآخرة فما أعجب من العاقل كيف يتعرض لسخط الله تعالى من غير نفع يناله بل مع ضرر يحتمله وألم يقاسيه فيهلك دينه ودنياه من غير جدوى ولا فائدة وأما أنه ضرر على المحسود في دينه ودنياه فواضح لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك بل ما قدره الله تعالى من إقبال ونعمة فلا بد أن يدوم إلى أجل غير معلوم قدره الله سبحانه فلا حيلة في دفعه بل كل شيء عنده بمقدار ولكل إجل كتاب.
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.