للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله وعن أنس أيضا تقدم الكلام عليه.

قوله كنا جلوسا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع رجل من الأنصار. الأنصار جمع نصير كشريف وأشراف أو جمع ناصر كصاحب وأصحاب أي أنصار الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهم عبارة عن الصحابة الذين آوَوْا ونصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أهل المدينة وهو اسم إسلامي سمى الله تعالى به الأوس والخزرج ولم يكونوا يُدعون الأنصار قبل نُصرتهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا قبل نزول القرآن بذلك واختص عرفا بأصحاب المدينة الذين آوَوْا ونصروا وهم المتبذلون بالبيعة على إعلان توحيد الله وشريعته فلذلك كان حبهم علامة الإيمان.

قال -صلى الله عليه وسلم- (١): آية المؤمن حب الأنصار، وحب الأنصار آية الإيمان، وآية النفاق بغض الأنصار، والنفاق هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر والبغض هو ضد المحبة، فإن قلت المطابقة تقتضي أن يقابل الإيمان بالكفر بأن يقال آية الكفر كذا فلم عُدِل عنه، قلت البحث في الذين ظاهرهم الإيمان وهذا [لبيان ما به] يتميز المؤمن الظاهري عن المؤمن الحقيقي. فلو قيل آية الكفر بغضهم لا يصح إذ هو ليس بكافر ظاهر، فإن قلت الأنصار جمع قلة فلا يكون لما فوق العشرة لأنهم كانوا أضعاف آلاف؟ قلت القلة والكثرة إنما تعتبر في نكرات الجموع أما في المعارف فلا فرق بينهما، والمقصود من الحديث الحث على حب الأنصار وبيان فضلهم لما كان منهم من إعزاز الدين وبذل الأموال والأنفس والإيثار على أنفسهم والإيواء والنصر وغير


(١) مسند أبي يعلى (٤٣٠٨).