للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الناس إلى الحرم حرمي بكسر الحاء وسكون الراء يقال رجل حرمي فإذا كان في غير الناس قالوا حَرَمي؛ اهـ.

قوله -صلى الله عليه وسلم- إن الله تعالى أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد الحديث. ونذكر نبذة من كلام القوم في التواضع يحصل بالوقوف عليها الاقتداء بهم.

سئل الفضيل بن عياض (١) عن التواضع فقال تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله. وقيل التواضع أن لا ترى لنفسك قيمة فمن رآى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب وهذا مذهب الفضيل وغيره. وقال سيد الطائفة الجنيد رحمة الله عليه هو خفض الجناح ولين الجانب. وقال أبو يزيد هو أن لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا ولا يرى في الخلق شرا منه. وقال ابن عطاء (٢): هو قبول الحق ممن كان والعز في التواضع فمن طلبه في الكبر [فهو] كطلب الماء من النار.

ويذكر عن سفيان الثوري (٣) قال أعز الخلق خمسة أنفس عالم زاهد وفقيه صوفي وغني متواضع وفقير شاكر وشريف سني. وقال عروة بن الزبير (٤) رأيت عمر بن الخطاب على عاتقه قربة ماء قلت يا أمير المؤمنين لا ينبغي لك، فقال لما أتاني الوفود سامعين مطيعين دخلت نفسي نخوة


(١) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٤) إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد (١/ ١٧٨)، ومدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).