للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فأحببت أن أكسرها، وركب زيد بن ثابت -رضي الله عنه- فدنا ابن عباس رضي الله عنهما ليأخذ بركابه فقال [مُر] (١) يا ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال هكذا أمرنا أن نفعل بكبرائنا فقال زيد أرني يدك فأخرجها إليه فقبَّلها وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومرَّ الحسين بن علي رضي الله عنهما بصبيان يلعبون معهم كِسَر خبز فاستضافوه فنزل يأكل معهم ثم حملهم إلى منزله وأطعمهم وكساهم، وقال اليد لهم لأنه لم يجدوا شيئا غير ما أطعموني ونحن نجد أكثر منه. ويُذكر أن أبا ذر الغفاري (٢) عيَّر بلالا بسواده ثم إنه ندم فألقى نفسه فألقى بنفسه وحلف: لا رفعت رأسي حتى يطأ بلال خدي بقدمه. فلم يرفع رأسه حتى فعل بلال رضي الله عنهما.

وبلغ عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- (٣): أن ابنا له اشترى خاتما بألف درهم. فكتب [إليه عمر: بلغني أنك اشتريت فصا بألف درهم.] (٤) فإذا أتاك كتابي فبع الخاتم. وأشبع به ألف بطن. واتخذ خاتما بدرهمين. واجعل فصه حديدا. واكتب عليه: رحم الله امرءا عرف قدر نفسه. [والله أعلم] (٥). وقال بعض العارفين كن فقيرا من الله كما أنت فقير إليه فهو مثل قوله -صلى الله عليه وسلم-: وأعوذ بك منك، ومعنى فقرك من الله أن [لا] يشم منك رائحة من روائح الربوبية بل


(١) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي النسخة المغربية: (مه).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٣٣١)، وتفسير القرطبي (١٠/ ٨٩).
(٤) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٥) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.