للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العبودية المحضة. وقسم عمر بن الخطاب (١) بين الصحابة حُللا فبعث إلى معاذ حلة مثمنة فباعها واشترى بثمنها ستة أعبد فأعتقهم فبلغ عمر فبعث إليه بعد ذلك حلة دونها فعاتبه معاذ فقال لأنك بعَت الأولى فقال معاذ -رضي الله عنه- وما عليك ادفع إليّ نصيبي وقد حلفت لأضربن بها رأسك، فقال عمر رضي الله تعالى عنه رأسي بين يديك وقد يرفق الشاب بالشيخ. وقال رجاء بن حيوة (٢) قوّمتُ ثياب عمر بن عبد العزيز -وهو يخطب- باثني عشر درهما. وكانت قباء وعمامة وقمصا وسراويل ورداء وخفين وقلنسوة. ورأى محمد بن واسع ابنا له يمشي مشية منكرة. فقال: تدري بكم اشتريت أمك؟ بثلاثمائة درهم، وأبوك -لا أكثر الله في المسلمين مثله- أنا. وأنت تمشي هذه المشية؟

وقال إبراهيم بن أدهم (٣): ما سررت في إسلامي إلا ثلاث مرات: كنت في سفينة، وفيها رجل مضحاك. كان يقول: كنا في بلاد الترك فأخذ العلج هكذا -وكان يأخذ [بشعر] رأسي ويهزني- لأنه لم يكن في السفينة أحقر مني. والأخرى: كنت عليلا في مسجد. فدخل المؤذن تلك الليلة، وقال: اخرج. فلم أطق، فأخذ برجلي وجرني إلى خارج. والأخرى: كنت بالشام وعلي فرو. فنظرت فيه فلم أميز بين شعره وبين القمل لكثرته فسرني ذلك. وفي رواية أخرى: كنت يوما جالسا فجاء إنسان وبال علي. وقال بعضهم: [رأيت


(١) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٢) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).
(٣) مدارج السالكين (٢/ ٣٣٠).