للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال أهل اللغة البغي هو التعدي والظلم والاستطالة والاستعلاء بغير حق وأصله من بغى الجرح إذا فسد. قال الله تعالى {إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (١) أي تجازون به في الدنيا تعجيلا لعقوبته والعرب تقول البغي مصرعة، قال الشاعر (٢):

يا صاحب البغي إن البغي مصرعة ... فاربع فخير فعال المرء أعدله

فلو بغى جبل [حقًّا] على جبل ... لهُدَّ منه أعاليه وأسفله؛ اهـ

قاله في الديباجة.

٤٣٩٠ - وَعَن أبي هُرَيْرَة -رضي الله عنه- أَن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا نقصت صَدَقَة من مَال وَمَا زَاد الله عبدا بِعَفْو إِلَّا عزا وَمَا تواضع أحد لله إِلَّا رَفعه الله" رواه مسلم (٣) والترمذي (٤).

قوله وعن أبي هريرة تقدم الكلام عليه.

قوله -صلى الله عليه وسلم- ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه، تقدم هذا الحديث في العفو عن الجاني وتقدم الكلام على التواضع في الحديث قبله.

٤٣٩١ - وَعَن نصيح الْعَنسِي عَن ركب الْمصْرِيّ -رضي الله عنه- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- طُوبَى لمن تواضع فِي غير منقصة وذل فِي نَفسه من غير مَسْأَلَة وَأنْفق مَالا


(١) سورة يونس، الآية: ٢٣.
(٢) الكشاف (٢/ ٣٢٤) وكان المأمون يتمثل بهذين البيتين في أخيه.
(٣) صحيح مسلم (٦٩) (٢٥٨٨).
(٤) سنن الترمذي (٢٠٢٩).