ويعاديه فإنما تكبر على الله فإن الله هو الحق وكلامه حق ودينه حق والحق صفته ومنه وله فإذا رده العيد وتكبر عن قبوله فإنما رده على الله وتكبر عليه. [قال المؤلف رحمه الله تعالى: ويحسن أن نذكر هنا أبيات أبي العتاهية، واسمه إسماعيل بن القاسم:
يا عجبا للنا لو ذكروا ... وحاسبوا أنفسهم أبصروا
وعبروا الدنيا إلى غيرها ... فإنما الدنيا لهم معبر
والخير مما ليسى يخفى هو ... المعروف والشر هو المنكر
والموعد القبر وما بعده ... الحشر ذاك الموعد الأكبر
لا فخر إلا فخر أهل التقى ... غدا إذا ضمهم المحشر
ليعلمن الناس أن التقى ... والبر كانا خير ما يدخر
وعجبت للإنسان من فخره ... وهو غدا في لحده يقبر
ما بال من أوله نطفة ... وجيفة آخره يفخر
أصبح لا يملك تقديم ما ... يرجو ولا تأخير ما يحذر
وأصبح الأمر إلى غيره ... في كل ما يقضى وما يقدر
ومما يناسب ذلك ما ذكره ابن خلكان أن مطرف بن عبد الله بن الشخير نظر إلى يزيد بن المهلب وهو يمشي وعليه حلة يسحبها، فقال له ما هذه المشية التي يكرهها الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. فقال يزيد: أما تعرفني. فقال: بلى أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة وأنت بين ذلك حامل عذرة. ونظم أبو محمد الخوارزمي فقال: