للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تجعل في رأس الدابة كاللجام ونحوه.

قوله وعن ابن عباس، هو عبد الله بن عباس تقدم الكلام عليه. قوله -صلى الله عليه وسلم- ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك الحديث. وفي رواية: في رأس كل عبد حكمة إذا همّ بسيئة فإن شاء الله أن [يقرعه] بها قرعه. الحكمة بفتح الحاء المهملة والكاف هي ما يجعل في رأس الدابة كاللجام ونحوه، اهـ قاله المنذري. قال صاحب المغيث (١) هذا مثل، والحكمة حديدة في اللجام مستديرة تكون على أنف الفرس وعلى الحنك تمنع الفرس من الفساد [أي مخالفة راكبه] والجري بخلاف ما يريد صاحبه. ومنه الحديث إني [آخذ] بحكمة فرسه. فلما كانت الحكمة تأخذ بفم الدابة وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تمنع من هي في رأسه من الكبر كما تمنع الحكمة الدابة من الفساد. ومنه حديث عمر من تواضع لله رفع الله حكمته أي قدره ومنزلته لأن الفرس إذا جذب حكمته إلى فوق رفع رأسه، فكنّى برفع الرأس عن رفع المنزلة والقدر. قال الجبان: وقد يقال للفرس كما هو حكمة وله عندنا حكمة أي قدر ومنزلة وهو عالي الحكمة. وقيل الحكمة من الإنسان أسفل وجهه مستعار من موضع حكمة اللجام ورفعها كناية عن الإعزاز لأن من صفة الذليل تنكيس رأسه، ومنه الحديث وأنا آخذ بحكمة فرسه أي بلجامه، وأصل الباب المنع والله أعلم، اهـ.


(١) المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث (١/ ٤٧٩).