للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدهما إزارا والآخر رداء.

قال الخطابي (١) معنى هذا الحديث أن الكبرياء والعظمة صفتان لله تعالى اختص بهما أي انفرد بهما لا [يشركه] أحد فيهما ولا ينبغي لمخلوق أن يتعاطاهما لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل وضرب الرداء والإزار مثلا في ذلك، والله أعلم. قوله تعالى فمن نازعني شيئا منهما عذبته، وفي رواية فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. وفي حديث ابن عباس (٢) فمن نازعني واحدا منها ألقيته في النار. ومعنى ينازعني يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك اهـ قاله النووي (٣)، فمنازعة الله صفاته لا تليق بالمخلوق كفى بها شرا وأي مصيبة أعظم [ممن] ينازع رب الأرباب في ذلك وهو من


(١) دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه (١/ ٢٣٢)، وكشف المشكل (٣/ ٥٥٥).
(٢) أخرجه ابن ماجه (٤١٧٥)، والبزار (٥١٠٦)، وابن حبان (٥٦٧٢) وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن حديث، رواه محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه قال: إن الله عز وجل يقول: إن الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري. قال أبي: أخطأ من قال هذا، رواه وهيب، عن عطاء، عن سلمان الأغر، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو أشبه. علل الحديث (١٧٩٥).
قال البزار: هذا الحديث لا نعلم أحدا رواه عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس، إلا المحاربي، وحدث به غير المحاربي، عن عطاء بن السائب، عن الأغر، عن أبي هريرة، وحديث الأغر رواه جماعة عن عطاء. مسنده (٥١٠٦) .. وصححه الألباني في الصحيحة (٥٤١). في الزوائد رجاله ثقات إلا أن عطاء بن السائب اختلط. والمحاربي هل روى عنه قبل الاختلاط أو بعده؟
(٣) شرح النووي على مسلم (١٦/ ١٧٣).