للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تقدموا لأخذ البيعة لنصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل سموا بذلك [لضمانهم] إسلام قومهم ونصرتهم [النبي]-صلى الله عليه وسلم-، والنقيب أيضا فوق العريف على القوم وقيل [الأمين]. واعلم أن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيعة ثالثة مشهورة وهي البيعة التي وقعت بالحديبية تحت الشجرة عند توجهه من المدينة إلى مكة تسمى بيعة الرضوان وهذه بعد الهجرة بخلاف الأوليين وعبادة شهدها أيضا فهو من المبايعين في الثلاث رضي الله عنه، اهـ. تنبيه المبايعة على الإسلام عبارة عن المعاقدة والمعاهدة عليه سميت بذلك تشبيها بالمعاوضة المالية كأن كل واحد منهما يبيع ما عنده من صاحبه فمن طرف النبي -صلى الله عليه وسلم- وعد الثواب ومن طرفهم التزام الطاعة وقد تعرف بأنها عقد الإمام العهد بما يأمر الناس به، قاله الكرماني (١).

قوله تواثقنا على الإسلام أي تحالفنا وتعاهدنا والتواثق تفاعل منه والميثاق والعهد مِفعال من الوَثاق وهو في الأصل حبل أو قيد يُشدّ به الأسير والدابة [وذلك لأنها كانت سبب قوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وظهور الإسلام وإعلاء الكلمة اهـ] (٢).

قوله وما أحبّ أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها أي أشهر عند الناس بالفضيلة، وبدر موضع الغزوة العظمى المشهورة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- تُذكّر وتؤنث ماء معروف على نحو أربع مراحل من المدينة وإنما


(١) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١/ ١٠٥).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.