للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

على ترك العود خالصا من الحظوظ الدنيوية فمن ترك شرب الخمر خوفا على سقوط منزلته عند الناس أو خوفا على عدالته لم تصح توبته؛ والشرط الرابع أن يرد ظلامة الآدمي فلا تصح توبة الغاصب حتى يرد العين المغصوبة إلى مالكها. والشروط الأُوَلُ مأخوذة من قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ} (١) الآية، لأن من ذكر الله ندم والاستغفار يستلزم الإقلاع والعزم على أن لا يعود لأن الاستغفار مع الإصرار توبة الكذابين، والشرط الرابع من قوله تعالى {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا} (٢) لأن من أمسك العين المغصوبة مصر على المعصية فلا تصح توبته حتى يردها على صاحبها. ومن شروط التوبة أن لا تطلع إلى الشمس من مغربها وأن لا تبلغ الروح الحلقوم. قال الله تعالى {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} (٣)، وملك الموت إذا حضر وشاهده المريض شخص بصره ولا تنفع التوبة حينئذ، والله أعلم.

تنبيه: وهو [دليل] على أن الصادق الإيمان يحرص على التوبة ولو تحمل فيها أشد الشدائد وأن ضيق النفس والأرض بما رحبت مفتاح التوبة والفرج. اهـ. قاله في الحدائق.


(١) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٣٥.
(٣) سورة النساء، الآية: ١٨.