للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

منافق وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يواجههم بصريح القول فيقول فلان منافق وإنما يشير إشارة [بالآية إليه حتى يعرف ذلك] كقوله -صلى الله عليه وسلم- ما بال أقوام يفعلون كذا فها هنا أشار [بالآية] إليه حتى يعرف ذلك الشخص بها، قاله الكرماني (١).

تنبيه قال الخطابي (٢): قال حذيفة: وانما كان النفاق على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكنه اليوم هو الكفر بعد الإيمان ومعناه أن المنافقين في ذلك الزمان لم يكونوا قد أسلموا إنما كانوا يظهرون الإسلام رياء ويسترون الكفر ضميرا وأما اليوم فقد شاع الإسلام وتوالد الناس عليه فمن نافق منهم فهو مرتد لأن نفاقه كفر أحدثه بعد قبول الإيمان وإنما كان المنافق حينئذ مقيما على كفره الأول هذا كلامه اهـ. قاله الكرماني (٣).

قال الشيخ زين الدين بن رجب الحنبلي (٤): النفاق في اللغة هو من جنس الخداع والمكر واظهار الخير [وابطال] (٥) خلافه وهو في الشرع ينقسم إلى قسمين أحدهما النفاق الأكبر وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويُبطن ما يناقض ذلك كلّه أو بعضه وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونزل القرآن بذم أهله وتكفيرهم وأخبر أنّ أهله في الدرك الأسفل من النار والثاني النفاق الأصغر وهو نفاق


(١) الكواكب الدراري (١/ ١٤٩).
(٢) الكواكب الدراري (١/ ١٥١).
(٣) الكواكب الدراري (١/ ١٥٢)، وأعلام الحديث (شرح صحيح البخاري) (١/ ١٦٨).
(٤) جامع العلوم والحكم (٢/ ٤٨١).
(٥) هكذا هذه العبارة في النسخة الهندية، وفي الأصل: (وإبطان).