للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العمل وهو أن يظهر الإنسان علانية صالح ويبطن ما يخالف ذلك اهـ. قال الكرماني (١) النفاق في الاصطلاح هو الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر وسمي المنافق به لأنه يستر كفره فشبه بالذي يدخل النفق وهو السِّرْب الذي في الأرض، وله مخلص إلى مكان آخر فيستر به وهو من نافقاء اليربوع فكذلك المنافق اهـ. قال العلماء وأصل النفاق يرجع إلى الخصال المذكورة في الحديث، وهي خمسة:

أحدها أن يحدث بحديث لمن يصدقه به وهو كاذب له والكذب هو الإخبار على خلاف الواقع، ومعنى الحديث آية المنافق كذبه عند تحديثه.

الثاني إذا وعد أخلف والوعد الإخبار بإيصال الخير في المستقبل والإخلاف جعل الوعد خلافا. قيل هو عدم الوفاء به. قال العلماء وهو على نوعين أحدهما أن يَعِدَ ومن نيّته أن لا [يفي بوعده وهذا أشر الخلق ولو قال كذا إن شاء الله ومن نيته أن لا] (٢) يفعل كان كذبا وخلفا قاله الأوزاعي. الثاني أن يعد ومن نيته أن يفي ثم يبدو له أن فيخلف من غير عذر له في الخلف، وذكر الحديث إذا وعد الرجل ونوى أن يفي فلم يف فلا جناح عليه. وقد أجمع العلماء رضي الله عنهم على أن من وعد إنسانا شيئا ليس بمنهي عنه فينبغي أن يفي بوعده وهل ذلك واجب أم مستحب؟ فيه خلاف بينهم ذهب الشافعي وأبو حنيفة والجمهور إلى أنه مستحب فلو تركه فاته الفضل، وارتكب المكروه كراهة تنزيه شديدة، ولكن لا يأثم ودليل الشافعي رحمه


(١) الكواكب الدراري (١/ ١٤٧).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.