للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أو شق ستر الديانة. قال أهل اللغة وأصل الفجور الميل عن القصد وهذا مما يدعو إليه الكذب كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار. الخامس الخيانة في الأمانة [والائتمان] جعل الشخص أمينا واؤتمن بصيغة المجهول وفي بعض الروايات بتشديد التاء والخيانة التصرف في الأمانة على خلاف الشرع فإذا اءتمن الرجل أمانة فالواجب عليه أن يؤديها كما قال الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} (١)، فالخيانة في الأمانة من خصال المنافقين، اهـ. وهذا المذكور في الخمس خصال من كلام ابن رجب والكرماني.

تنبيه: قال النووي (٢) لا منافاة بين الحديث يعني حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمرو بن العاصي المذكور بعده من ثلاث خصال كما في الحديث الأول أو أربع خصال كما في الحديث الآخر لأن الشيء الواحد قد تكون له علامات كل واحدة منها يحصل بها صفة ثم تكون تلك [العلامة] شيئا واحدا وقد تكون أشياء.

وقال الطيبي: لا منافاة لأن الشيء الواحد قد تكون له علامات فتارة يذكر بعضها وأخرى جميعها أو أكثرها. قال الكرماني (٣): وأقول الأولى أن يقال التخصيص بالعدد لا يدل على الزائد ولا الناقص وأقول لو اعتبرنا هذا الدخول فالخمس راجعة إلى الثلاث فتأمل والحق أنها خمسة متغايرة عرفا


(١) سورة النساء، الآية: ٥٨.
(٢) شرح النووي على صحيح مسلم (٢/ ٤٨).
(٣) الكواكب الدراري (١/ ١٥١).