للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وباعتبار تغاير الأوصاف واللوازم أيضا. وقال غيره فحصل من مجموع الحديثين إن خصال المنافق خمس إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإن كانت الرابعة داخلة في الثالثة لأن الغدر خيانة [ممن] ائتمن عليه من غدره فلا منافاة بين الروايتين والله أعلم. [وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإذا وعد أخلف) أي لم يف، وفي حديث علي: وعدني فأخلفني؛ أي لم يف بوعدي؛ قاله عياض (١).]

فائدة وعن مقاتل بن حيان (٢) أنه سأل سعيد بن جبير عن هذا الحديث وقال هذه مسألة قد أفسدت علي معيشتي لأني أظن أني لا أسلم من هذه الثلاث أو من بعضها فضحك سعيد وقال أهمني [أهمني] (٣) ما أهمك فأتيت ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما فقصصت عليهما فضحكا وقالا أهمنا والله يا ابن أخي مثل الذي أهمك من هذا الحديث فسألنا النبي -صلى الله عليه وسلم- فضحك فقال ما لكم ولهن أما قولي إذا حدث كذب فذلك فيما أنزل الله عليّ {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (٤).

وأما إذا وعد أخلف فذلك في قوله تعالى {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ} (٥) الآية، وأما إذا ائتمن خان فذلك فيما


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ٢٣٨).
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (١/ ٩٣).
(٣) هكذا هي هذه العبارة مكررة في النسخة الهندية.
(٤) سورة المنافقون، الآية: ١.
(٥) سورة التوبة، الآية: ٧٧.