للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فائدة: التقوى خصلة عظيمة وحالة شريفة آخذة بمجامع علوم الشريعة وأعمالها موصلة إلى خير الدنيا والآخرة وهي جماع الخيرات وحقيقة الاتقاء التحرز بطاعة الله عن عقوبته، وأصلها اتقاء الشرك ثم بعده اتقاء المعاصي والنساء ثم بعده اتقاء الشبهات ثم بعده الفضلات وافتتح القشيري باب التقوى بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (١)، اهـ. قاله في الديباجة.

قوله -صلى الله عليه وسلم- بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم يعني يكفيه من الشر احتقار أخيه المسلم فإن الله تعالى شرفه فإنه إنما يحتقر أخاه المسلم لتكبره عليه والكبر من أعظم خصال الشر.

قوله -صلى الله عليه وسلم- كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله. والدم [والعرض] معروفان. والعرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو في سلفه أو من يلزمه أمره. وقيل هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينتقص ويُثلب، وقال ابن [قتيبة]: عرض الرجل نفسه وبدنه لا غير ومنه الحديث: استبرأ لدينه وعرضه، أي احتاط لنفسه، لا يجوز فيه معنى الآباء والأسلاف، [والله تعالى أعلم؛] قاله في النهاية (٢).

٤٤٨٧ - وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنا؟ فقال: إن الله تعالى جميل يحب الجمال الكبر بطر


(١) سورة الحجرات، الآية: ١٣.
(٢) النهاية في غريب الأثر ج ٣ ص ٢٠٩.