للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القلب، والقلب محله الصدر، ولذلك أشار صلى الله عليه سلم إلى صدره وقال: التقوى ها هنا، ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- التقوى ها هنا أن الأعمال الظاهرة لا [تحصل،] بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله تعالى وخشيته ومراقبته فمن [كانت] التقوى في قلبه فلا ينظر بنظر الحقارة إلى أحد، اهـ. وفيه إشارة إلى أن كرم الخلق عند الله تعالى بالتقوى فرُب من يحتقره الإنسان لضعفه وقلة حظه من الدنيا هو أعظم قدرا عند الله تعالى ممن له قدر في الدنيا، فإن الناس إنما يتفاوتون بحسب التقوى وإذا كان أصل التقوى في القلوب فلا يطلع أحد على حقيقتها إلى الله عز وجل، [وقال الله تعالى:] {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣]. وأسند أبو حاتم (١) عن كعب الأحبار قال: والذي فلق لموسى إني لأجد في التوراة: يا ابن آدم اتق ربك وصل رحمك وبر والديك يمد لك في عمرك وييسر لك يسرك ويصرف عنك عسرك. وسمعت أحمد بن موسى المكي بواسط يقول وجد عليّ سيف عطاء السلمي مكتوب وكان حائكا:

ألا إنما التقوى هو [العزم] والكرم ... وفخرك بالدنيا هو الذل والندم

وليس على عبد تقي نقيصة ... إذا صحح التقوى وإن حاك أو حجم

[ثم أسند عن محمد بن علي بن حسين قال: إذا بلغ الرجل أربعين سنة ناداه مناد من السماء دنا الرحيل فأعدّ زادا] (٢).


(١) روضة العقلاء (ص ٢٧).
(٢) حصل تأخير لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (ثم بعده الفضلات وافتتح القشيري باب التقوى بقوله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، اهـ. قاله في الديباجة).